لأجلك يا قدس

لأجلك يا قدس تكتب الأسفار
ولأجل طهرك تعشق الأخطار


لك تفجرت ينابيع الأمل
وتفتحت لسحر حسنك الأزهار


يا قبلة الإسلام عند بزوغه
وثرى وطئتها قدمى المختار


أبهر العالم لعزم ثباتك
وبفيض صبرك يجرف الإعصار


سهرت ليالى يؤرقنى الحنين
وبنبع شوقى تجرى الأنهار


الأرض جدبت من شح غيثها
ولما ذكرت هطلت الأمطار


الأسر زاد من لهفى عليك
وطفت أجوب لأجلك الأمصار


وتأججت بنبض الآمال شجاعة
يغرى بهن ويولد الثوار


ومما أثار حفيظتى أنهم
قد حجبوا عن حضنك الزوار


ضيقوا عليك لتكونى أسيرة
ولينهبوك حين تطفئ الأنوار


هدموا بيوتك حتى صرت حجارة
وللأعداء سوف ترجم الأحجار


وبحزنى عليك تصدع قلبى
وزاد الهم وزاغت الأبصار


كل النوازل هى جد حزينة
هى للرجال قد تصنع الأقدار


سقمت يوم اغتصبت بغفلة
ولسوف ينسج عزك الأبرار


وسوف يأتيك المسلمون بفيضهم
ليحرروك ولكى تهدم الأسوار


ولابد أن يسطع نورك ثانية
ولتختف من شدة ضوئك الأقمار


حطين تزهو والبطولات التقت
على أرضك وستكشف الأسرار


صلاح الدين ودعته يد الردى
ولكن لن يغمد سيفه البتار


ستبزغ شمسك يا قدس عالية
وسوف ينجز وعده القهار


وسيأتيك الرجال بكل عزيمة
يامنبت الشهداء بك يصنع الأحرار


وستمحى من الوجود كل حقارة
صنعت بيد عدوك الغدار


وسيندثر بلا رجعة أعداؤك
وبعدها سوف تسدل الأستار


ياثالث الحرمين ومسرى نبينا
فيك الملتقى حين يفى الأنصار


فقد أخبرنا الصادق بأنه
سينطق الحجر وتتكلم الأشجار


سأظل أنشدك بكل قصائدى
ولن تجف عن قلمى الأحبار


فأنت حبيبتى ومعشوقتى التى
لابد سيترك أرضها الفجار


وستعودين موشحة بالبهاء عزيزة
كسابق عهدك لك تلفت الأنظار


بحر الأمانى لا يجف ماؤه
مادام بعزيمته ملأه المختار